في ذلك المساء
جلست وعيناي في سماء تلك الليلة الباردة مودعا سربا من الطيور المهاجرة
وسئلت نفسي ماللذي اجبرها على الرحيل ليلا ولم تنتظر حتى الصباح
قد يكون البرد
ولم لا....
هاجرت للبحث عن الدفئ
وماعساها تهاجر من دفئ الى دفئ
لا....
وانت لما هجرتي دفئي
واين انت
اراكي في مخيلتي تتسعكين في برد لارحمة له
ومتى البرد عرف الرحمة
يقال في مثلنا الشعبي
من عاشر القوم اربعين يوما اصبح منهم
ومالنا عاشرنا الفرات الاف السنين
ولم ناخذ من طيبته ورقته ولاعشقه
انا ولدت ووجدت الرقة عاشقة للفرات
غافية في حظنه مسدلة شعرها الحريري
وتنظر في عيني ذلك العاشق اللذي لطالما اذاقها مر العذاب واغرقها وغمرها
وعندما يسئل لماذا فعلت ذلك
يرد........
حبيبتي واغرقتها بحبي وغمرتها بلطفي
فااين انت من ذلك العشق
قد كنت ولازلت ذلك الفرات
هل ستعودين وتكونين رقتي
عودي وخذي ملابسي الدافئة
عودي فاوالله فراقك غربةمبعثرة فيها جميع الاوراق
عودي ففراقك تحدي لواقع مرير لايعلمه الالله
عودي فليس انا من ينتظرك
بل هناك شجرة تين تنتظرك منذ ذاك الفراق
جلست تحتها يوما فذكرتك
وسقطت مني دمعة على جذع تلك الشجرة
ولم تثمر من ذلك اليوم
على امل اللقاء
ودمعة سقطت في حقل والدي
ومنذ سنين يتسائل لماذا لم تثمر ارضه
ودمعة سقطت في كوب وشربته مها فذهبت ولم تعد
وكم املك من دموع
وياليتني استطيع اسقاطها في بلد العدو فلدي مايحرقهم
متى العودة ومتى اللقاء
فشجرة التين ملت الانتظار
ووالدي يديه على خده منذ ذلك الحين
ومها ذهبت وتركت وصيتها
شجرة ورد بجانب فراشها واشترطت انا اسقيها انا
لكن بدموع الفرح
متى اللقاء
فلدي الكثير الكثير من الكلمات اللتي احفظها في مخيلتي
ولم تتسعها الاوراق
عودي ... عودي
فكلي امل باالقاء
تقبلو خالص التحية
تعيشون عمر النسر